موضوع: هل يتحمل قابيل اوزار القتلة من بعده الأربعاء 22 أكتوبر - 14:10
هل يتحمل قابيل أوزار القتلة من بعده؟
طرح أحد الأصدقاء موضوع القتل قائلاًَ إن قابيل هو أول من قام به، فعرفته البشرية من بعده، فبذلك هو يتحمل وزر من قتل من البشرية كلها من بعده؛ مستشهداً بالحديث الشهير للرسول -صلى الله عليه وسلم- "من سن سنة حسنة فله أجر من عملها لا ينقص من أجره شيئاً، ومن سن سنة سيئة فعليه وزر من عملها لا ينقص من وزره شيئاً
؟؟
؟؟ما فعله قابيل كان من وسوسة الشيطان، فبذلك هو لا يتحمل وزر أحد.؟؟
ومالصحيح ؟
أجاب عن السؤال الشيخ/ د. محمد بن عبد الله القناص(عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية). الجـواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين . وبعد من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا لِأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ "
والحديث صريح الدلالة أن على ابن آدم الأول كفل من كل نفس تقتل ظلماً ، لأنه أول من سن القتل . والكفل هو: الجزء والنصيب، أي نصيب من الإثم، وابن آدم الأول: هو قابيل على قول أكثر العلماء .
ويؤيد ما جاء في هذا الحديث ما أخرجه مسلم ح ( 1017 ) من حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ "
وما أخرجه مسلم أيضاً ح ( 2674 ) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: " مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَايَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا "